يوم حداداٍ ابيض

[بنت الحجاز]

و اسْتيقَظ الحُلم ...


لِـ يسدِل سِتارَ العتمةِ على آخِر فصُول الذُبُول من حِكايةٍ لم تبْتَدئ و لهفَةٍ لمْ ترتَوي
و بصمتٍ يكْسو تفاصِيل الاحْتِضار .. تعْبَثُ ألسِنةُ الحِرْمان بِـ أوجاعِي
لِـ ترْسُم مَلامِح بؤسٍ بين الأوداج
و أنا المُتَوارية خَلف زَوايا الكِتمان
اعتَكِف مَساحات عشقٍ مُنْتَحِر
عَبَثاً اسْتَولِد الأُمْنيات من لُجَجِ القِتام


و أنت يا من تَلُوح لي بِـ ضِياءٍ يُجْلِي شُحوب الصَباح
و تَصْدَح بِـ تَرَانيم دفءٍ تُخْرِس نَحيب اللَيل
طَوَاعةٌ أنا بين يَديك، تُشَكِلُني بِـ مَاءِ الشَغَف و تَصْقُلَني بِـ كُفُوفٍ من لَهِيب الشَوق
رابِضٌ عِشقُك بِـ أقْصَى أنَاي و عتِيقٌ في شَرَايين وَجْدي
تُدَنْدِن لِي بأحْرُفك لِـ تُثِير أعَاصير أشْوَاقي
فَـ أهْطَعُ إليك و لا أُبَالي بِمَسالِك الوخْز و ليل سُهَادي
تَسْكُبُني بأقْدَاح الإعْتِراف و تَنْتَشِي بِـ عزْفِ الاغْتِراف
و بَواتِق جَسَدي تَفور بِـ الحَنين حَدّ التَفَاقُم


و بِـ فُؤادٍ مَكْفُوف و عَقْلٍ مَوبُوء بِـ أمَلٍ كَسيح
و بَوحٍ أخْرَس و جَسَدٍ يتَلّحفُ كَفَن الصبْر
يُشيعُني القَلَم إلي آخِر أوطَانك و يُحْمَلُ نَعْشي بِـ أيدي العَدم
و الأحْرُف حَبيسة صَدر الأوجَاع و مَواكِب أحْلامٍ تَنْعَى الحِرْمان
و وَجَنات الأوراق مُسَطّرةٍ بِـ ملامِح حُزنٍ و عَذَاب
و سَمَاءٌ تَجْهَشُني بِـ وَدَقٍ نَورَاني يُبدّد شتى ايقَاعات السَواد


راقت لي