أشهر "تويتات" الراحل جلال عامر الذي لم يكن يستخدم تويتر!

[تعبت أشتآق ~]

أشهر "تويتات" الراحل جلال عامر الذي لم يكن يستخدم تويتر!




سخرية جلال عامر تعيش رغم رحيله


لم يكن الكاتب الصحفي الكبير جلال عامر مجرد كاتب ساخر، فسخريته ليست من ذلك النوع الذي يكتفي بطرح القضايا ومناقشة الأفكار والموضوعات السياسية بشكل مضحك يعتمد على السخرية من الواقع.

سخرية الكاتب الراحل الذي فقدته مصر أمس إثر أزمة صحية كانت ذات طابع متفرد وفريد في الكتابة، فهي أشبه بما يكون سهاما يصوبها الكاتب ببراعه وفكاهه في الوقت نفسه.

فعموده اليومي "تخاريف" الذي كان يكتبه عامر يوميا في صحيفة المصري اليوم لم يكن مقال رأي تقليدي يناقش موضوع واحد أو يطرح قضية واحده، ولكنه كان عبارة عن مجموعة عبارات وجمل مركبة بشكل يعكس موهبة فذه وفريده لتكون في النهاية مقالا يحمل خلاصة ما يمكن قوله عن ما يجري في مصر، فهي تقرأ الواقع المصري الذي يمتلئ بالكثير بالمتناقضات في شكل جمل قصيرة وساخرة ولاذعه وحقيقية.

كتابات جلال عامر كانت تترجم بسهولة إلى تويتات لاذعه، فجمل مقاله كانت تصلح لتكون تويتات من 140 حرف، ولكنها في الوقت نفسه تقدم تشريحا دقيقا لمصر وشعبها وواقعها السياسي والاجتماعي بموهبة صحفية وعفوية مصرية فذه، وللمفارقة فإن عامر لم يكن يجيد التعامل مع الكومبيوتر ولا يعرف كيف يستخدم تويتر، وهو ما أعلنه في أكثر من مقالة، موضحا أن نجله وبعض الأصدقاء هم من يقومون بالاشراف على حسابه على تويتر ونشر بعضا مما يكتبه على شكل تويتات.

"الضابط: اسمك إيهٌ؟ المواطن: اسمى فى الشغل حسن، وبطاقة الرقم القومى خلتنى ميخائيل وفى البيت الحاج وقدام حضرتك فوزية"، كانت تلك العبارة أحد جمل عامر التي تحولت إلى تويتة يتابدلها رواد موقع التواصل الاجتماعي باعتبارها تويتة ملخصة وجامعه تصف بشكل دقيق واقع المواطن المصري وعلاقته بالشرطة ومحيطه الاجتماعي الذي يتطلب منه أن يكون بأكثر من وجه كي يستطيع العيش في سلام.

وبهذا الشكل كان يقدم عامر محتوى صحفي وأدبي في الوقت نفسه، ولكنه بسيط بنفس بساطة اللهجة المصرية، ومفهوم حتى لمن لم يعش في مصر ساعة واحده.

وفيما يلي مجموعة من أشهر ما كتبه عامر وتحول إلى تويتات في حسابة على موقع تويتر، والذي يتابعه أكثر من 250 ألف من أعضاء الموقع الشهير:

فى مصر يموت الميت ونصوت عليه ومع أول انتخابات يعود ويصوت بنفسه.

إذا ملكت قلب امرأة تداعت لك باقى الأعضاء، وإذا ألغيت عقل أمة ذهبت إليك كل الأصوات.

عندما تتعامد أشعة الشمس على معسكرات الأمن المركزى تظهر الحقيقة فى تشويه المعارضين على طريقة رأونى مسلماً فجعلونى مجرماً.

تمت إحالة آلاف الفلاحين إلى النيابة بتهمة حرق قش الأرز ولم يتم إحالة مسؤول واحد إلى النيابة بتهمة حرق مستندات الدولة.

عندما انهارت دولة المخابرات بعد النكسة ظهرت أسماء الممثلين وعندما انهارت دولة المباحث بعد الثورة ظهرت أسماء الإعلاميين.

الذين لا يفرقون بين "فم" الخليج و"ودن" جحا تجدهم يحاسبون وزير الداخلية على الفساد المالى ويحاسبون وزير المالية على التعذيب والقتل.

نصف جلسة مجلس الشعب يضيع فى المشاجرة فى الحصول على دور فى الكلام.

في ناس عايشة كويس...وناس كويس انها عايشة.

نصيحة قانونية إذا قابلتك اللجان الشعبية أثناء حظر التجول وأنت تتحرك فحاول أن تعمل نفسك تمثال وإحذر أن يسرقه البلطجية.

توسيع الدوائر وتضييق الإعلام وتطويل الانتقالية وتقصير فترة الدعاية يشعرك بأننا فى محل ترزي.

أعدوا أطفالنا لديمقراطية الغد حتى لا يظل حكام الخارج سلعاً استهلاكية وحكام الداخل سلعاً معمرة.

إذا كانت مصر تعيش الآن حالة مخاض فعلينا أن نتجه إلى مستشفيات الولادة لنحصل على جيل لم يشاهد الشرطة وهى تنسى أصول المهنة.

تفضل بعض البلاد أن يكون الانتخاب البرلمانى بالقائمة والتحرش الجنسى بالقرعة.

ليس كل مكان طالع منه دخان مقر مباحث فمن الممكن أن يكون عربة بطاطا لذلك تهتم الدولة بملف المواطن وتهمل ملف النيل.

نحن وأمريكا.. النفط عندهم يتسرب إلى البحر والنفط عندنا يتسرب إلى النهر.. وأى رئيس أمريكٌى يتٌسرب بعد دورتين وأى رئيس مصرى لايتسرب أبداً.

جاري عائد من الخارج ولا يفٌهم فى السياسة، رأى فى شارعنا لافتة تقول نعم لحسنى مبارك وبجوارها لافتة تقول نعم لجمال مبارك، فسألني : هما اخوات؟

وقفت على محطة الترام أنتظر الأتوبيس وأشرت لتاكسى وعندما توقف ركبت ميكروباص فنحن ننتظر التغيير عبر القنوات الشرعية وليسٌ عبر القنوات الفضائية.

دائماً من يتحكمون فى السلطة يتحالفون مع من يتحكمون فى الثروة ضد الغلابة الذين لا يتحكمون إلا فى البول.

مشكلة المصريين الكبرى أنهم يعيشون فى مكان واحد لكنهم لا يعيشون فى زمان واحد.

الذى يمسك العصا من المنتصف ينوى أن «يرقص» لا أن «يرفض»!ا

سوف نعبر هذه المحنة عندما نعرف أن الضابط ليس «قابيل» والثائر ليس «هابيل»!ا

عبر التاريخ يموت المواطن من أجل الوطن وليس العكس.. وسوف يعبر الوطن هذه المحنة لأنه «مصر»!ا

الحقيقة تقول إننا أول دولة فى «التاريخ» وآخر دولة فى «العلوم» وهذا النوع من الشعوب يسهل تحويل رأسه إلى كرة يتم التلاعب بها

المشكلة ليست فى أنه لا يوجد حل ولكن المشكلة أنه لا أحد يريد الحل

هذه الأيام إذا أردت أن تبرئ متهماً شكِّل له محكمة وإذا أردت أن تخفى الحقيقة شكِّل لها لجنة

أنبوب الغاز… يقال ـ والله أعلم ـ إنه تفجير واحد فقط حدث فى يناير لكن التليفزيون يعيده كل شهر مرة لتسلية أفراد حراسة الأنبوب

لماذا تحمى الشرطة الحدود بسبب الاتفاقية وينظم الجيش المرور بسبب الثورة؟

من المنتظر أن يصدروا بياناً للمصريين الشجعان يقولون فيه… (أنت حى الآن لم تقتل ولم تصب… يا بختك يا عم)!ا

ترقد الطيور على بيضها ليفقس ويرقد الحكام على شعوبهم لتفطس.

أما الجملة التي اختارها الكاتب الراحل لتكون تعريفا لجلال عامر فهي :

"لكنني صعلوك عابر سبيل أنا ابن الحارة المصرية ليس لي صاحب لذلك كما ظهرت فجأة سوف أختفي فجأة فحاول تفتكرني".